Uncategorizedمقالات

ما تشيل هم

لم أتعود الإحتفال بعيد الحب لا أهتم ولا أعارض الإحتفال به لكنى أعتبرها مناسبه جميله بالنسبه للبعض للتعبير عن مشاعرهم

 والاحتفال بالحب بأي شكل من الأشكال هو فرصة لنشر مشاعر إيجابية في عالم يمتلئ بالتوتر والصراعات. المهم هو ألا نحصره في مفهوم ضيق، بل نراه كقوة دافعة للسلام والتسامح والسعادة.
 الحب قيمة إنسانية نبيله تسمو فوق كل المشاعر الأخرى وهو لا يعنى فقط حاله من العشق والرومانسيه بين شاب وفتاة ولكن مفاهيم الحب تتسع لتشمل كل ما نحب فى هذه الحياة فهو شعور فطرى فالحب في جوهره هو الطاقة التي تحرك الحياة، وهو الرابط العميق الذي يجعل الإنسان أكثر رحمة، وأكثر اتصالاً بكل ما حوله، فالحب ليس مجرد عاطفة فردية، بل هو مفهوم واسع يشمل كل ما يسكن القلب ويمنحه معنى السعاده.
          وهنالك أنواع من الحب، فحب الله هو أسمى وأعلى مراتب الحب، لأنه حب مطلق وخالص يُنير الروح ويهدي القلب. وحب الوطن هو وفاء وانتماء، حيث تُترجم المشاعر إلى عطاء وتضحية. كما أن هناك حب الأسرة وحب الأصدقاء، حب الخير والإلتزام بالقيم، وحتى حب الذات الذي يعني التصالح معها وتقديرها.
الحب ليس مجرد شعور لحظي أو احتفال بيوم معين، بل هو أسلوب حياة ينعكس في أفعالنا اليومية. فهو يظهر في العطاء دون انتظار مقابل، في احترام اختلافات الآخرين، في القدرة على المسامحة، وفي الاهتمام بالتفاصيل الصغيرة التي تصنع فارقاً في حياة من نحب.
كما أن الحب، في جوهره، قوة تغييريه فالأمم التي تبني مجتمعاتها على الحب والتسامح تنجح في تحقيق السلام الداخلي والتقدم، بينما التي تفتقده تغرق في الصراعات والانقسامات. لذلك، يمكن اعتبار الحب أعظم استثمار في الإنسان والحياة.
.في مثل هذه الظروف الصعبة التي يمر بها السودان، لا شيء أهم من التكاتف والتراحم بين الناس. الحروب والتشرذم لا تجلب سوى الألم، لكن الحب والتسامح يمكن أن يكونا بداية للخروج من الأزمات. الوطن لا يبنى بالكراهية والانقسام، بل بالوحدة والتفاهم.
وبما أن شرط الحياة هو الموت فالحب يترافق مع الحزن وحرقة القلب على من فقدناهم وبما أن الحب لا يختص بيوم معين وموجود فى كل زمان ومكان فهو لا ينتهى بموت أحدنا بل يزداد حبنا لهم اقوى وأعمق متجرداً من كل شيء إلا الصدق والوفاء ومتزامنا مع ألم الرحيل الذى يصعب تخطيه فالحب الحقيقي لا تحدّه حدود الحياة والموت، بل يستمر في قلوبنا رغم الفقد ومع مرور الأيام، لا يقل الشوق، بل يزداد، لكننا نتعلم كيف نتعايش معه، وكيف نجعل ذكريات من فقدناهم نورًا يضيء دروبنا بدلًا من أن يكون مجرد ألم.
الحب، في جوهره، لا ينتهي. إنه يستمر في دعواتنا لهم، في أعمال الخير التي نقوم بها من أجلهم، في ذكرياتهم التي تسكن قلوبنا، وفي الأثر الذي تركوه في حياتنا.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى