Uncategorizedمقالات
سمحة الصدف
مجتمعاتنا أصبحت مرتع للعنصرية البغيضة و التشظي القبلي المقيت , هناك أصوات عالية تنادي بالانفصال و تدعو الآخرين للانخراط في هذا الحوار الذي اسميه بالحوار الجبان ، كيف تسمح لنا أنفسنا أن نتحدث مجرد الحديث عن الانفصال ، أليست هذه النبرات العنصرية التي نسمع دويها هي التي تحاول شق الصف و الدعوة للانفصال ؟! أليست هذه الأصوات نفسها التي كانت تقول يا عنصري و مغرور كل البلد دارفور ؟! اذا لماذا هذا النفاق و تبدل الاراء اين ذهبت الوحدة الوطنية اين ذهبت روح الثورة و حب الوطن الواحد و حب الآخر أيضا ، اين ذهبت العدالة و المساواة ، هل تبدلت الوجوه و الأقوال مع هذه الحرب العبثية ، أم أن الحرب عرت المستخبي و أظهرت الحقيقة المرة لإنسان السودان ، فلقد تبدلت المفاهيم و تغيرت وجهات النظر و تكشفت الحقائق و ظهر انسان السودان الحقيقي ، الانسان الذي يملأه الحقد و الغرور ، تكشفت الحقائق ، و لكن ربما ضارة نافعة فلقد أظهرت لنا الحرب عيوب البشر و انتقامهم العلني دون خجل ، أظهرت لنا النفوس المريضة الهزيلة المتسخة داخليا و خارجيا ، أظهرت لنا عنصرية بغيضة و حقد دفين ، يا أسفاه على سودان الغد و ليس الامس ، فسودان الغد سوف يخرج لنا دفعة جديدة من الأشخاص المرضى نفسيا و مختلين عقليا ،اشخاص لا يمكن أن تعاشرهم أو تتعامل معهم لطالما يحملون احقادا و علات نفسية ، بل سوف تحاول أن تقنع نفسك بأنك لابد أن تتعايش مع هذا الصنف من البشر ، اللهم نسألك العفو و العافية و الثبات .