Uncategorizedمقالات

شئ من الانس والادب والفن

عائشة .. 5

جلس محمود بجوار صديقه الذي غط في نوم عميق في كرسيه الوثير و لم يدرى كيف يفعل..و قد كانت الأفكار تتداعي في رأسه و تشوش عليه فقد عقد آمالا عراض علي حبه عائشة..و كان يتبادل معها الأحاديث الودية متي ما زارها في المقهى أو تكلم معها في الهاتف..! و جعل يسترجع كل ذلك..و يسأل نفسه إذ كان يحلم أكثر من اللازم أم إنها كانت تخدعه أم إنه هو من كان يخدع نفسه..! أم …أم ..؟ لم يجد محمود اي إجابة تقنعه..بل إذداد حيرة و تشويشا.
نصح النادل محمود بأن يأخذ صديقه لدورة المياه و يغسل رأسه بالماء البارد..و قد كان بمعاونة نفر من العاملين و الضيوف..و فعلآ استفاق مكونن أخيرا..و جلس يسأل صاحبه عما جرى..فاخبره محمود بأن والده قد تعرض لما يشبه الذبحة الصدرية..و إنه اضطر مع والدته لاخذه للمستشفى حيث تم عمل الفحوصات اللازمة له..و تأكدوا من سلامة قلبه..و إنه الآن بخير.
 سادت لحظات من الصمت و السكون بين الصديقين كأنها دهرا و كان كل واحد منهما يريد أن يبدأ صاحبه بفتح الموضوع الرئيسي..! و هنا تشجع محمود الذي كان رأسه يغلي من الأفكار..تشجع و قرر أن يبدأ من الاخر و يسأل صديقه إن كان يتواصل مع عائشة تواصل المحبوب لحبيبته..لأنه لاحظ إن عائشة إتصلت عليه في وقت متأخر و كانت تسأل عنه بلهفة..!
لم يدرى مكونن بما يجيب..إذ كان إتصاله بعائشة ليست لنزع شكوكه بأنها مع صاحبه..و لكن بعد ما عرف السبب خجل من نفسه أن يفصح لصاحبه عن ما كان يخالجه..و لكنه أخيرا قرر أن يصارحه بأنه و تحت تأثير المشروب و عندمآ لم يتلقي ردا من عنده..فكر إن عائشة معه خاصة عندما لم ترد علي مكالماته..!
هنا تهلل وجه محمود و عرف السبب في إتصال عائشة علي صديقه في هذا الوقت المتأخر و إنها كانت تسأل عن إن كان هو بخير لأنه إتصل عليها عدة مرات خلافا لعادته..! هنا أيضا انفرجت أسارير مكونن و عرف إن عائشة صادقة..لكن حتي محمود نفسه ذكر ذلك بأن عائشة صريحة في تعاملها معهما الاثنين..بل كانت تخبر كل واحد منهما بأن الآخر إتصل عليها اليوم أو أمس و كانت تسأل عن أخبار كل واحد منهمنا عند لقاء أحدهما أو إتصاله..مما زاد من حيرة الصديقين عن مكنون قلب عائشة..و إلي أي طرف يميل..؟
جلس الصديقان يتسامران و يسترجعان ذكرياتهما القديمة حتي أوشك الفجر أن يطلع..مما حدا بمحمود أن يذكر صاحبه بهذا الأمر..و ازدادت الجلسة جمالا و راحة كلما تصارح الصديقين بما يعتمل في قلبيهما اليافعين.. مما حدا بهما بعقد اتفاق جنتلمان بأن يسأل كل واحد منهما عائشة عن صدق علاقتها به..و أن يتنازل من ملك قلب عائشة و يتنحي صاحبه..! ما أندر ما توصل إليه هذين الشابين الصديقين من اتفاق يتعذر علي منهم أكبر منهما أن يتوصل إليه دون اراقة الدماء أو علي أحسن الفروض القطيعة بين الأصدقاء و الأسر و البغضاء �
إلي يوم الدين..
أصبحت المشكلة في من يبدأ الحديث مع عائشة..إذ المهمة أشبه بمن يدخل في حقل ألغام ليبطل اللغم..
و لنا عودة إن قدر الله لنا أن نعود ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى