Uncategorizedمقالات

شئ من الانس والادب

عائشة …

اليوم فاجأت فطومة أسرتها بأن عليهم ان يرحلون من (بالدراس) هذا المكان الجميل العريق المليء بالحياة المفعم بالحيوية..!
 الي زحل محل الطير هاجر رحل..و هجر بالدراس أو باندراس..أو بندر عباس ..إذ إن حرف العين غير منطوق في لغة الأمهرة ..!
بالدراس الجميلة قضت فيها الأسرة فيها قرابة العشر سنوات..! كانت زاخرة بالحياة..! شهدت افراحا و اتراح و نهايات البعض و بدايات غيرهم ..و ميلاد أكثرهم…!
الحي كان مكتف ذاتيا من كل شيء تقريبآ من السلع و الخدمات ..! حيث محلات تسوق و بقالة و بوتيكات و محلات العصائر و محلات المشروبات المنعشة..و المطاعم الراقية..ومستشفيات و صيدليات و صوالين رجال و أخرى للسيدات و الذى بعضهن يعمل علي مدار الساعة..و يضطررن إلي الذهاب للتزيين بعد منتصف الليل كالمضيفات الجويات و غيرهن…!
سولومون صاحب جزارة الحي..كان يملك شواية بجانب المحل ..و يبيع مع اللحم ما يعين علي الهضم..و معاونيه من الصبايا الملاح و الشباب يتنقلون بخفة و نشاط بين الطاولات و الزبائن الفرحين بما أوتوا..!
أما تسفاي صاحب البقالة..فقد كان فتنة الحي..و عيون المها ترقبه في حله و ترحاله بين البيوت..يوزع البقالة..!
و قد تم اتهامه بأنه علي علاقة بهيلين صاحبة محل الغسيل الجاف..و هي تهمة هو لم ينفيها أو يثبتها..إذ كان يقضي أغلب يومه وهو يأتي لها بمواد البقالة..و إن أعتبرها البعض في بعض الأحيان طلبات هايفة..مثل العلكة..و تغيير نوع زحاجة المياه الغازية..! و أعتبروها سبب فقط لكي تراه و يراها..المهم هو كان سعيدا بهذه المشاوير..وهي أيضا..بينما للي صاحبة دكان الخبز ترنو إليه بمقلتين واسعتين متسائلتين في سعيه بين محل هيلين و محله..و هو يدرى..و يدرى إنها تدري..
أما أفريم صاحب محل الفواكه فلم يكن يطيقه..و كان يرمقه بنظرات من تأبط شرا..لذا كان تسفاي يتحاشا المرور من أمام محله..بل و يعبر الشارع من قبل أن يوصل محله..و قد تناقلت عواجيز الحي قصصا عن الحب و الخيانة بين أحدى الساكنات في الحي..و بين تسفاي..و ما إلي ذلك.. ويقلن إن أفريم كان يحبها..لكنها كانت تحب تسفاي..و هكذا أمور كلها تحدث في بالدراس..
كانت مضيفات الخطوط الإثيوبية أو الفراشات كما يسميهن شباب الحي..لخفتهن و رشاقتهن ..كانن بالحق فاكهة الحي..! إذ كن يقمن بالتسوق المنزلي..في مجموعات صغيرة..لكنها كانت كفيلة بإرباك الحركة في كامل الحي و إعلان حالةالطواريء..! كن يوزعن الابتسامات علي الكل..صغير و كبير..ذكورا و إناث..و لمن يستحق و لمن لا يستحق و كان الكل سعيد بهذه الهنيهات القليلة الجميلة و ينتظرها علي أحر من الجمر متي ما أطلت الفاتنات القاتلات برؤوسهن و هي مناسبة تتكرر كل بضعة أيام..حين حضورهن من اسفارهن..
فطومة حزمت أمرها بحزم بأن لا بقاء لهم في هذا الحي �
مع عائشة التي أتت مهاجرة من أحدى الولايات البعيدة..و كانت تعمل في احد الكافيهات في الحي..و الذي ازدادت شهرته و نضارته و ارباحه عقب انضمامها لكتيبة العمل بالمحل..!
عائشة كانت في غاية الأدب و الجمال..لكن أدبها لم يشفع لها..إذ سرعان ما أنبرت لها العداوات..و لفقت لها الاتهامات..لكن صاحب المطعم ذو الوزن الثقيل رفض سماع أي شكوى من أي سيدة ..بل كان سعيدا بادائها و برأي شباب الحي فيها..و الأهم إنه كان يعرف أسرتها حق المعرفة..و يقينه إنهم جميعآ علي خلق و دين..!
إذا لابد من الارتحال إلي أقصي مكان ممكن في الكرة الأرضية بعيدا عن عائشة..
نواصل…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى