Uncategorizedمقالات
ويبقى الوطن
الجزء الثالث والاخير….
*مؤشرات لإعادة التدخل الدولي الانساني في السودان*
* بالرغم مما يمر به العالم من وجود قضايا ومناطق ساخنة أخرى ، إلا أننا نرى ان هناك إصرار دولي وإقليمي لإيقاف الحرب والكارثة الإنسانية التي حلت بالسودان.
سأذكر بعض ملاحظاتي هنا
اولا اشار توم بيرييلو المبعوث الأمريكي للسودان الى ان قضية التدخل الدولي تحتاج إلى عمل كبير واستخدم كلمة Heavy lifting ولكنه أضاف *أن ذلك لا يمنع من التحرك في هذا الاتجاه*
ثانيا جاء في تقرير اللجنة الدولية لتقصي الحقائق في السودان برئاسة السيد شاندي وأكدت في توصياتها للجنة حقوق الإنسان وهي لجنة تتبع للجمعية العامة للأمم المتحدة اكدت اللجنة على *أهمية إرسال قوة دولية للسودان* وبالرغم من انها لاتزال توصية ولم تعتمد او ترفع إلا انها توضح ألا حل سوى هذه التوصية إذا لم يتفق الطرفين المتحاربين على توقيع اتفاق لوقف دائم لإطلاق النار .وعامل مهم في تسليط الضوء على هذه المسألة واذا تم قبولها واعتمادها سوف تمنح الشرعية والقبول ويدفع بها للامام .
ثالثا أشار السفير مايك هامر مبعوث الولايات المتحدة الامريكية إلى القرن الأفريقي في مخاطبته للاتحاد الأفريقي بتوصيته للاتحاد بالنظر في أمر إنشاء آلية للرصد والتحقق في حالة اي تطور للحرب في السودان واشار في مخاطبته هذه إلى استعداد الولايات المتحدة ومجلس الأمن لتوفير الموارد اللازمة لذلك.
رابعا عقد مجلس اللوردات البريطاني في 13 سبتمبر 2024 ، جلسة طويلة حول الحرب في السودان وتحدث فيها العديد من الشخصيات المؤثرة في القرار البريطاني وتحدث كثيرون حول ضرورة تطوير خيارات لنشر بعثة لحماية المدنيين في السودان
وشدد العديد منهم ان هذه الحرب هي من صميم المصالح الاستراتيجية البريطانية من عدة نواحي لذلك يجب التحرك بجدية نحو ايجاد حلول وأوصوا بتعيين مبعوث خاص للسودان بصورة عاجلة كما أكدوا على مفصلية القوى المدنية في ترتيبات ما بعد انتهاء الحرب .
خامسا تعدد المبادرات و المنابر وآخرها مبادرة الرئيس سلفاكير واختلاف وتباعد الرؤى بين القوى المدنية والقوى العسكرية المتحاربة يمنح الفرصة الأكبر للتدخل لفرض حلول خارجية .
سادسا السودان كان ولا زال يمثل ركنا ركينا في الاستراتيجية الأمريكية واهمية خاصة وقيام هذه الحرب لن يغير من الأمر ، والمعروف ان الولايات المتحدة الأمريكية منذ السبعينات وضعت السودان ضمن أمنها الحيوي وسبق ان قررت ان يكون مقر القوة العسكرية الأمريكية الافريقية ان يكون مقرها السودان واصبحت سفارتها في الخرطوم هي اكبر سفارة لها في أفريقيا ، كما ان هذه إندلاع هذه الحرب في السودان ونجاح الحزب الديمقراطي فى توقفها والعودة للسلام يصب فى مصلحة مرشحة الحزب كاميلا هاريس لمنصب الرئيس في الانتخابات الرئاسية المقبلة واحد نجاحات الحزب في المجال الخارجي .
سابعا نشرت مجلة الايكونمست الرصينة والأشهر والمؤثرة في الأوساط الدولية وتمتلك مصداقية عالية نشرت عدد خاص عن الحرب في السودان باعتبار انها تمثل الكارثة الكبرى والأخطر سودانيا واقليميا وعالميا وعرف عنها انها تمتلك عدة مصادر وفيضا من التقارير والمعلومات المعتمدة على تقارير خبراء عالميين عسكريين وسياسيين واقتصاديين واستراتيجيين،
وكتب في هذا العدد مقالات وتقارير مخيفة ومؤثرة ومآلات مرعبة ستنتج في حالة إستمرار الحرب ، وجاء في تلخيص الصحفي النابه مرتضى الغالي بعض النقاط الأساسية في هذا العدد منها
أ/ ان الحرب الكارثية في السودان هي مشكلة عالمية ويمتد تأثيرها الى ثلاثة قارات
ب/الحرب السودانية أكثر اهلاكا من حرب غزة وأكرانيا
ج/الحرب في السودان إذا استمرت سيموت خلالها ملايين البشر قدر العدد بين (6 إلى 10 مليون سوداني ) سيموتون بسبب الجوع حتى عام 2027 وفقا لمركز بحثي ألماني يتابع الحرب في السودان
د/الحرب في السودان سوف تنتشر فيها الفوضى والجماعات المتشددة عبر أفريقيا والشرق الأوسط و هي مستفحلة وتتعاظم آثارها المدمرة بشكل مريع
هـ/ الحرب في السودان أفرخت أسوأ موجه من النزوح واللجوء هو الأوسع والأخطر علي المنطقة والعالم وان المجاعة التي ستحدث بسبب الحرب ومن خلال نزرها الحالية قدرت بأنها الاسوأ عالميا منذ 40 عاما وحددت ثلاثة منظمات اغاثة كبرى عاملة في السودان ازمة الجوع وذكرت انها اصبحت ذات مستويات تاريخية ونددت بموقف اللامبالاة من المجتمع الدولي والمنظمات هي ١/ المجلس النرويجي للاجئين
٢/ المجلس الدنماركي للاجئين
٣/ مؤسسة ميرسي كوربس
و/ هذه هي المرة الثالثة فقط على مدى عشرين عاما التي تعلن الامم المتحدة عن مجاعة كاملة الاستفحال وثبت ان بعض الناس اصبحوا يقتاتون من الحشائش واوراق الشجر
ز/ عدم تحرك المجتمع الدولي لايقاف الحرب واستمرارها في السودان والإغفال عنها يحمل نذرا لغياب السلام والاستقرار المستقبلي و امتداد اشتعال النزاعات المستقبلية في عالم اليوم الذي يتسم بالفوضى والتعددية القطبية .
ح/ بسبب موقع السودان الذي يتقاطع مع افريقيا والشرق الأوسط ويجاور 7 دول هشة ويمتد ساحلك بطول 800 كيلومتر على ساحل البحر الأحمر المضطرب كل ذلك يعطي إشارات ( جيوبوليتيكية) تحذر وتنذر بعواقب وخيمة .
لكل الاسباب والتوقعات أعلاه فلا أتوقع أنه إذا لم تغير القيادة العسكرية الحالية لرأيها وموقفها وتراجع نفسها بعقلانية ومسئولياتها الوطنية و الأمنية وتتفاوض مع الدعم السريع لايقاف الحرب بأعجل ما يمكن لا أتوقع ان يتأخر قرار احالة السودان للفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة واجازة قرار التدخل الدولي الانساني من مجلس الامن او تكوين قوات من تحالف الالب والاتحاد الأفريقي والتدخل في السودان خلال الشهور القليلة القادمة.
وصل السودان والشعب السوداني بكامله لحالة الانهيار الكاملة كدولة ونزح اكثر من نصف السكان ولجوء الملايين من ابناء شعبه لدول الجوار ووصل كثير من الذين تبقوا في داخله لحد المجاعة يعيشون على الحشائش واوراق الشجر وانتشرت كثير من الأمراض بينهم من إسهالات مائية وكوليرا وحمى الضنك والملاريا إضافة الى كثير من الافراض النفسيه بفعل ما حدثته الحرب في نفوس الناس من سماع دوي صوت المدافع والقصف ورؤية انهيار المنازل على رؤوس اصحابها ورؤية أشلاء الجثث المحترقة ومتفحمة.
ووسط كل هذه المأساة الإنسانية تتعنت حكومة الأمر الواقع والتي من المفترض ان تتحمل المسئولية الوطنية عن الشعب السوداني تتعنت عن الموافقة على الجلوس والتفاوض مع الطرف الآخر للوصول لاتفاق يوقف إطلاق النار واعادة السلام لكل الشعب السوداني المكلوم ،ومع كل المجهودات الدبلوماسية التي بذلت من دول الجوار والمسهلين والامم المتحدة والمنظمات الاقليمية الأخرى كالاتحاد الأفريقي ومنظمة الايقاد !! فماذا تبقى لنا وكيف السبيل إلى عودة السلام للسودان والطمأنينة إلى أهله وعودتهم إلى اوطانهم وحياتهم وبيوتهم ؟؟
هل يا ترى سيقف المجتمع الدولي مكتوف الأيدي وهو يرى ملايين من البشر يقتلون ويشردون ولا يصدر قرار من مجلس الامن حسب الفصل السابع ؟ ومتى يفعل المجتمع الدولي مسئوليته في حمايتهم ، مواطنين لا ترغب سلطة الأمر الواقع في حمايتهم وفشلت بحكم الأمر الواقع في مهمتها الأساسية ؟ هل يا ترى إذا تعذر ذلك ألا
تتحمل بعض الدول
هذه المسئولية بتكوين تحالف ( الألب )وتتدخل قسريا لإيقاف هذه المأساة ؟ هل سيتوقف الضمير العالمي الإنساني عن التدخل باعتبار أن التدخل بدون موافقة حكومة الأمر الواقع او قرار مجلس الامن يعتبر غير قانوني ؟؟هل سيتقبل الجميع ان تستخدم دولة من الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي حق النقض لايقاف إنقاذ المدنيين السودانيين عما وصل اليه الامر ؟؟
من الواضح ان جميع المبررات التي تستدعى تفعيل مبدأ مسئولية الحماية وبالتالي التدخل الدولي الانساني متوفره ومتواجدة ومثبته بواسطة جهات محايدة ولجان دولية مثل بعض الجرائم ضد الإنسانية بصورة عامة وانتهاكات قوانين الحرب ( حسب مواثيق جنيف والبروتوكولات الإضافية) والتي تنطوي على القتل على نطاق واسع والتطهير العرقي وحالات إنهيار الدولة وتعرض السكان للمجاعة الجماعية والكوارث الطبيعية أو البيئية الساحقة كالفيضانات ووجود سلطة غير راغبة وغير قادرة على السيطرة على الوضع وتصحيحه أو طلب المساعدة بصورة واضحةً وحدوث خسائر كبيرة في الأرواح ، كما أن جميع الوسائل الدبلوماسية والسلمية المتاحة قد استنفذت مسبقا .
إضافة لكل ذلك نجد أن المواطن السوداني لايجد الآن من يحميه حتى وصل عدد القتلى المدنيين الذين قتلوا في وسط القتال إلى اكثر من مائة وخمسين ألف مدني غير الذين توفوا بسبب الجوع والمرض وانهيار كل بنية الدولة السودانية من خدمات صحية وادوية منقذة للحياة وخدمات امنية وتعليمية وأنشطة اقتصادية من انتاج زراعي وصناعي وخدمي .
بالتأكيد ان الغالبية العظمى من المواطنين الذين ظلوا متواجدين في الداخل لضيق ذات اليد يفضلون التدخل الدولي الانساني مع التزايد اليومي في عدد القتلى والجرحى والنازحين واللاجئين والانهيار العام و، بعد ان فقدوا الأمل فى أي حل قريب أو اتفاق لوقف إطلاق النار وعودة الحياة الطبيعية والسلام وهم يسمعون يوميا تصريحات القائمين بالأمر او سلطة الأمر الواقع من قادة الجيش وهم يصرحون انهم مستعدين للحرب لمائة عام أخرى !!! اضافةً لتخوف الاخرين من الانقسام والتفكك للسودان الموحد لعدة كيانات ، فبالاضافة للطرفين المتحاربين هناك مناطق جبال النوبة والنيل الأزرق وجزء من جبل مرة فقد ظلت هذه المناطق على استقلال نسبي من المركز
ننتظر لنرى….
ReplyForward
|