شئ من الانس والادب والفن

بخاف حسن السر ..

بخاف

أنا بخاف..

أسأل عليك الناس..و سر الريدة..بينا يذيع..

بخاف أكتر كمان يا غالي..

من أيدى أنت تضيع و أعيش بعدك..ليالي جفاف..مواسم بينا ما في ربيع..

بخاف يا أنت لو جيتك..

ألملم في خطاوى الشوق و أزور بيتك..

يقولوا علي حبيتك..

و بخااااف لو برضي غبت عليك..

تقول نسيت و جافيتك..

بهم..لو صدفة لاقيتك..

بهييييم..لو صدفة لاقيتك..

درب حلتنا جابك يوم..

تقوم يا سيدي ترمي اللوم ..علي..و تزيد همومي هموم..

أريت..

يا ريت ..

أريت أنت تعرف حنيني إليك يا ريتك آآآآه تعرف..لحدت وين وين بعزك و في أعماقي ختيتك..

و بس خايف

و بس انا خايف إذا جيتك..

حكاية الريدة تمشي تذيع..

و من ايديا أنت تضيع..

و أعيش بعدك ليالي جفاف مواسم بينا ما في ربيع..

حققت أغنية بخاف للشاعر حسن السر و ألحان أبو عركي البخيت نجاحا غير مسبوق و إنتشارا طاغيا عند تقديمها للجمهور.. خاصة بعد فوزها بجائزة الأغنية العربية الأولي بدمشق عام 1976..حتي اشفق الناس علي أبو عركي منها..باعتبارها قمة يصعب النزول منها أو الحفاظ عليها..

و فعلآ بخاف من الأغنيات الكبيرة و يؤديها أبو عركي بمود مختلف..وهي واحدة من أغاني الثقافة التي كانت سائدة في ذلك الوقت..حيث المجتمع يميل إلي الرمزية لا البوح و التلميح لا التصريح في تناول قضايا العشق و الحب و الغرام..كما في حبيبة عمري تفشي الخبر ..و يا غائب عن عيني مع إنك في قلبي..و غيرها من عشرات الأغنيات التي تمثل ثقافة ذلك الجيل المحافظ.

و بخاف أغنية خالدة عبر الزمان مثلها مثل أغلب أعمال أبو عركي..و هي الكمال الفني بعينه لحنا و كلمات و أداءا و يصعب اختزالها بل من المعيب اختزالها في كلمات قليلة..بحثا و تمحيصا و لنا عودة لها إن شاءالله إن سمح المجال .

 محمد الحسن دكتور و النوبية..

 ورقصة زاندية كاكاوية..

 بتراقص نسمة خريفية..

 ونغازل الليل والليل شقيان..

 في عيونك والله يا نوبية الله واي الليل – نوبية..

 يا حلاتك والله يا نوبية..

 زهرة غاردينيا ورمانة..

 في خدود أمورة أبنوسية ..

ورقصة زاندية كاكاوية ..

بتراقص نسمة خريفية ..

ونغازل الليل والليل شقيان..

 في عيونك والله

يا نوبية..

و تشيلنا الخصلة الرقاصة..

لديار الفرس الفارسية..

و نتوه في البسمة الرقاشة..

بطفولة بريئة و حنية..

و تجيبنا الشامة الوناسة..

لدروب غابات أبنوسية..

و النخلة الباكية على الجدول..

تشتاق لعيون حلوة ندية..

و الموجة الراحلة على الساحل..

شايلاها ضفاير النوبية..

و الصدفة النايمة مع الرقشة..

خاتفاها البسمة اللولية..

و الخصلة التايه على الخدين..

عربيدة … عنييدة..و صوفية..

و نغازل الليل و الليل شقيان..

في عيونك والله يا نوبية..

الله واي الليل..

بلدينا واي الليل..

……

بعدها فاجأ العملاق عركي جمهوره برقصة زاندية كاكاوية….هنا سكب عركي

هنا سكب عركي عصارة فنه و علمه في التأليف الموسيقى في الأغنية بلحن بإيقاع دائرى و حوار موسيقى يأخذ بالالباب وهو الذي تخصص في التأليف الموسيقى و التوزيع الاوركسترالي.، حيث شاكر ملك الجيتار يرتقي السلم الموسيقي صعودا..و بقية الآلات هبوطا..حتي الوصول لنقطة سواء بين الطرفين..عندها يفصل بينهما عركي بإيقاع صوفي رزين..يفصل بينهما بالتي هي أحسن..و يصفها بأنها عربيدة عنيدة و صوفية..! و يا له من وصف جمع كل المفردات المتضادة ..في آن واحد ! ثم يرجع و يغازل الليل النعسان في عيون النوبية..! في عربيدة عنيدة و صوفية تتلو الفرقة حروفا موسيقية غير ما يتلوه عركي من حروف و لتقريب المسألة للمتلقي..إذا سمعها مرة أخرى..في مقطع صوفي كامل الدسم بعمل (counter motion) و يختمها بغزل الليل النعسان..

نوبية لوحة فنية مبهرة و جميلة و متفردة في الغناء السوداني كانت و لا تزال.

و لا ندرى سر غرام أبو عركي بالليل و العيون و النعاس كما في سهرنا الليل و كملنا في ظلال عينيك النعسانة التي يختم بها عركي أغلب وصلاته الموسيقية هي أو كان بدرى عليك الجميلة الخالدة عبر السنين.

و لنا عودة إن قدر الله مع حمامات المبدع الفخيم الراحل سعد الدين إبراهيم الحزينة التي طارت في الفضاء..

 أبو عركي الوطن.