شئ من الانس والادب

انتشر خبر اختفاء عائشة فى بالدراس بسرعة و راح السكان يتداولون الموضوع و كل يروى الحكاية بطريقته و يزيد عليها من خياله..و بعضهم من غله و بعضهم من حقده كما قالت إحدى زميلاتها في الكافيه بأن عائشة دائما تزج بنفسها في أتون المشاكل بسبب تكبرها و تغطرسها..! بينما أنبرت لهآ زميلة آخرى مدافعة بأن عائشة مهذبة و أبعد ما تكون عن التكبر بل هي دائمآ في حالها و لا تتدخل في خصوصيات الغير أو تتحدث فيها مما كون رأيا جمعيا بأنها متكبرة و لا تحب الاختلاط مع الناس.

و في محل الفواكه وقفت العجوز تيقست تسأل عن آخر الأخبار عن موضوع عائشة اذ قالت بأنها سمعت بأنها هربت من بيت أختها في بالدراس مع أحد الأثرياء..و إن أمرها قد انكشف لذلك قالوا إنها في المستشفى..! لم ينشغل البائع كثيرا بكلام العجوز اذ كان من أشد المعجبين ب عائشة..وواصل في عمله و أتم لها طلبيتها و اعطاها إيصال الدفع ..و هي ما زالت تحكي عن قصة عائشة و كيف وجدوها و إنها جلبت العار لأسرتها و إن تصرفها مستهجن من الجميع و إن الفتيات في هذا الوقت الغابر أصبحن لا يكترثن لشيء أو لأحد ..و إن زمانهن كان أحلي و كن محترمات و محتشمات ..ووووووو حينها طفح الكيل بالبائع فقاطعها قائلا: يا والدة تريدين شيئا آخر لأن هنآك العديد من الزبائن في الإنتظار..؟ أخذت العجوز القرطاس و توجهت خارج المحل و هى تحدث نفسها بموضوع عائشة عائشة..عائشة.

هرع محمود و مكونن لبيت اخت عائشة سراعا ليجدا اريمياس أمامهما مما شكل مفاجأة من العيار الثقيل لهما. رحبت أختها بمحمود و مكونن و قدمتهما ل اريمياس الذي رحب بهما ..و امدهما بآخر أخبار عائشة و أنها بخير و تحت بصر و سمع الشرطة الاتحادية..و أن لا خوف عليها. و سأل محمود إن كان يقرب لها لأنه كان واضحا إنه يسأل بلهفة ..فاجأبه محمود بأنه فقط صديق لعائلتها. و لم يتجرأ أيا من محمود أو مكونن بسؤال اريمياس عن سبب وجوده في بيت اخت عائشة و إهتمامه بموضوع اختفائها ..و لم يستطيعا بالطبع حتي سؤال أختها عن سبب وجود اريمياس و إهتمامه بموضوع عائشة..مما عقد الوضع بالنسبة للجميع..!

و لنا عودة إن قدر الله لنا أن نعود..