Uncategorizedمقالات

ما تشيل هم

‎واحدة من التأثيرات النفسية العميقة التي تتركها الحروب والصدمات على البشر إرباك المشاعر وفقدان المعايير الإجتماعيه واللامبالاة تجعل البعض يقوم بتصرفات غير مألوفه ومن غير !!وعى نتيجه لفقدان التوازن النفسى لكنها قد تكون تصرفات طبيعيه نتيجة الإنهيار النفسى الذى نشعر به وهروباً من واقع يفوق عقولنا إستيعابه.
‎      من التصرفات الغير مألوفة مثل الضحك بهستيريا أو الإنهيار بالبكاء فى مواقف قد تبدو غير ملائمه للتخفيف من الضغط النفسى.
‎       إحياناً تصادفنا فيديوهات تصرفات أصحابها غير مألوفه ومليئة بالكوميديا والغرابه فى نفس الوقت!!! مثلاً راجل كبير في السن قاعد فى (واطة الله دى) بيلعب ليه بعربيه كأنه طفل ويصدر أصواتًا مثل “دن دن” يديك إحساس كأنو فقد عقله وفضل أن يهرب إلى عالم الطفوله
‎          ظاهره أخرى أصبحت شائعة فى فيديوهات متداوله لرجال كبار في السن، غير ملتزمين بما هو لائق لعمرهم، يرقصوا بطريقه غير متزنه أو بيغنوا بأصوات نشاز فى أداء درامى كأنهم نجوم على مسرح، غير مهتمين بإنتشار الفيديوهات، تصرفات قد تُثير الضحك أكتر من كونها غير متوقعه بسبب التناقض بين المظهر الوقور والتصرفات الطفوليه.
‎           شكيناها على الله الحرب التى أفقدت الكبار إتزانهم وإنضباطهم، علماً بإنوا عدم الإنضباط بقى سلوك عام بين الشيب والشباب.
‎        السره زيها وزى باقى خلق الله أصابتها حاله من الحالات الغريبه دى. حاله يسمونها “متلازمة المزازه المزمنه”. المزازه ما إلا تكون بالحركه ممكن تكون “مزازه ذهنيه” تزازى بأفكارك بين الذكريات وتتبادر لذهنك أسئله بلا أجوبه تؤدى لحاله من الضياع أو “مزازه بصريه”يعنى تتابع المشهد بعيونك وتحول تفاصيله لقصه حسب مشاعرك فى تلك اللحظه.
‎          السره بقى عقلها يلف ويدور زى المروحه، مزازى  ومتنقل بين الماضى حيث كانت الحياة آمنه ومستقره وبين الحاضر المليان قلق وخوف والمستقبل المجهول. السره بقت عايشه حالة انفصام داخلى لاهى قادره تنسى ماضيها ولا هى قادره تتأقلم مع الوضع الجديد.
‎          ما قلنا ليكم السره عندها “متلازمة مزازه مستعصيه” كمان اصبحت مزازيه بصرياً ورا أي مشهد تراه تتابعوا بعيونها وتحول تفاصيله حسب حالتها النفسيه. تشوف الطياره تتخيل الناس الجواها فرحانين وراجعين بلدهم، تشوف السحاب بتشكل تألف قصه.
‎          السره يوم متابعه ليها سرب طيور وشافت واحده هناك (مفرنبه بعيد من أخواتها، طوالى نسجت القصه وفسرت المشهد بإنو هذه الطيره )دى لابد وأن تكون زعلانه من بقية أخواتها وشدة ما إتعمقت فى الحاله إتخيلت روحها خلاص صالحتهم وشدة ما فرحت التقول صالحت حميدتى والبرهان. مسكينه السره، تفسيرها عبر عن شعورها بالإنفصال والغربه وعكس بطريقه غير مباشره عن رغبتها في “العودة إلى السرب” أي إلى حياتها الطبيعية وجماعتها القديمة.
‎       السره شدة ما خيالها شطح حتى النمل ما سلم من قصصها، يوم شافت نمل كتير متجمع ووسطهم نمله أكبر من أخواتها طوالى نسجت قصة النمله الحامل تقيله وديل أهلها منتظرين الولاده لدرجة إنها دعت ربنا يحل النمله بالسلامه.
‎        المزازه بأنواعها وأشكالها بقت جزء من يوم السره بصوره دائمه. كلما وقع نظرها على واحده من هذه المخلوقات سواء كانت باعوضه ضبانه أو كديسه زازت وراها وشتمتها وكأنها بتلك الشتائم توجه غضبها إلى موقدي نار الحرب ونافخي كيرها، ثم تشعر وكأنها قد أفرغت شحنة الغضب والقلق الجواها.
‎          اليومداك السره مزازيه ورا الضبانه عاوزه تقتلها. المسأله دى إستفزت حفيدتها ذات الست سنوات وإستنكرتها بدعوى أن الضبانه جزء من الطبيعه ولها حق الحياة وإنو حبوبتها بالإسلوب ده بتدمر الطبيعه وبالتالى يتم تدمير الأرض!!! السره جاها شعور كده كأنها قنبله ذريه ولقت روحها فجأة أمام محاكمة أخلاقية لا مفر منها وحاولت توضح للحفيده إنو الضبانه مؤذيه وبتنقل الأمراض. الحفيده ما إقتنعت وردت للحبوبه قائله “إذن إنتى أسوأ من الضبانه لأنك قاتله”وبما إنوا إباده البشر بقى فعل إجرامى معتادين عليه، ما فرقت صفة الإجرام مع السره لكن كونها تكون أسوأ من الضبانه دى أبت تنبلع  ليها وبقت واقفه ليها زى شوكة الحوت اللا بتعدى لا بتفوت.
‎          السودانيون أهل قوة وصبر، وحتماً سيأتي يوم نحتفل فيه بانتصار العداله والحريه. المهم أن نستمر في الإيمان بأن لكل ليل فجر ولكل ألم نهاية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى