Uncategorizedمقالات

شئ من الانس والادب

عائشة..10

قضت أخت عائشة لحظات عصيبة و هي في إنتظار مكالمة مدير عائشة الذي هاتف أحد أصدقائه الضباط في أحد أقسام الشرطة..الذى أخبره بأنه لا يعمل حاليآ..و إن موعد مناوبته في التاسعة مساءا لكنه سوف يبلغ زملاءه في العمل بالتحرى عن الموضوع..
لم تنتظر اخت عائشة رد المدير و سارعت بالإتصال علي اريمياس الذى طمأنها بأنه سيكون معها خلال دقائق..و بالفعل وصل اريمياس عندها..و شرعا بالإتصال بأقسام الطوارئ في كل المستشفيات و لم يتلقيا أي رد يفيد بوجود مريض في أقسام الطوارئ بإسم عائشة أو حتي شخص في عمرها..إذ كانت كل البيانات التي تلقوها لرجال أو أطفال أو كبار السن. عندها إتصل اريمياس بعمه المسؤول في الشرطة الاتحادية الذى طلب تفاصيل الأمر و رقم هاتف عائشة..و صورة لها..و الذى وعده خيرا..بأن كل شيء سوف يكون علي ما يرام. في حين إن أختها تكاد تنهار من فرط الحزن و الاكتئاب في تلك اللحظات العصيبة.
بعد نصف ساعة إتصل العم في اريمياس..و أخبره بأن هناك بلاغ من مديرها..و إن عائشة شوهدت في محطة الحافلات و السيارات المتجهة إلي الأقاليم..و سوف يوافيه بتفاصيل اوفي بعد قليل. فرحت أختها قليلا و عرفت إن عائشة ربما تكون في طريقها لزيارة والدتهما..من غير أن تخبر أحد حتى يكون حضورها مفاجأة للجميع… مرت ساعة كاملة دون أن يتصل العم علي اريمياس..مما أدخل أختها في نوبة قلق و بكاء..رغم محاولات اريمياس تهدئتها و طمئنتها بأن الشرطة سوف تعثر علي عائشة في أي لحظة..و رغم إنه أيضا أصبح قلقا للغاية لكنه كان متماسكا و يخفي عنها ذلك..و يتلو معها الدعاء لله سبحانه وتعالى بأن تكون بخير.
اريمياس في بادىء الأمر شك في آن والدته هي السبب في إختفاء عائشة..إذ تعارض بشدة ارتباطه بها..و حتي أختها لم تخفي شكوكها في ام اريمياس..كونها المتهمة الأولي بحادثة الاختفاء…لكن بعد محادثة عمه تأكد بأن لا يد لوالدته في الأمر حتي الآن.
إتصل العم علي اريمياس بعد طول إنتظار..و أخبره بأن عائشة فعلآ استقلت سيارة أجرة متجهة إلي إقليم والدتها..و إنها استقلت السيارة لوحدها دون مشاركة أي راكب آخر و إن هاتفها حاليآ مفقود لكن يتم تتبعها بواسطة هاتف السائق الذى دخل الآن منطقة ذات تغطية هاتفية ضعيفة..لكن يتوقع أن يتم التواصل معه حالما يتجدد إتصاله بالشبكة.
نقل اريمياس بعض كلام عمه الذى نصحه بأن ينقله إلي أختها..و بأنها فعلآ في الطريق إلى مدينة والدتهما..غير أن الشرطة ألقت علامة استفهام حول هاتف عائشة الذى ليس مغلقا ففط إنما استخرجت الشريحة من الهاتف و لا يوجد تتبع لها منذ ساعة..مما يشي بحدوث أمر ما ..و الذى تحاول الشرطة فك لغزه حالما يدخل هاتف السائق في الشبكة مرة أخرى..و لكن المفاجأة أن هاتف السائق نفسه خرج من الشبكة..مما عزز من شكوك
الشرطة بأن الأمر غير عادي إطلاقا ..و إن في الأمر شبهة.
عممت الشرطة أوصاف السيارة التي استقلتها عائشة علي كل أقسام الشرطة في كل المناطق و فرضت التفتيش في مداخل و مخارج آخر منطقة شوهدت فيها السيارة..
تحاشت اخت عائشة الإتصال بوالدتهما و إبلاغها بالحاصل حتي لا يصيبها القلق و التوتر خاصة إنها تعاني من مرض القلب..
إتصل العم مرة أخرى علي اريمياس و أخبره أن يبتعد قليلا عن اخت عائشة إن أمكن..و لكن قبل أن يتمكن من التحرك أو تدبير أمر المكالمة..كانت اخت عائشة قد انفجرت في نوبة بكاء عنيفة..مما حدا ب اريمياس بإنهاء المكالمة مع عمه محاولا دون جدوى تهدئتها..!
لك الله يا عائشة..
و لنا عودة إن قدر الله لنا أن نعود..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى