Uncategorizedمقالات
ما تشيل هم
الاستقلال…
عندما نذكر عبارة “استقلال السودان” فإن أغلب الناس يتبادر إلى أذهانهم التحرر من الاستعمار البريطاني-المصري في الأول من يناير 1956 وتمتع الدوله بالسياده الوطنيه داخل حدودها الجغرافيه لكن الاستقلال بمعناه الأشمل لا يقتصر فقط على التخلص من الإستعمار والسياده الجغرافيه بل يتجاوز ذلك ليعني أيضاً بناء دولة تتمتع بالقدرة على تحقيق السيادة الكاملة في جميع الجوانب السياسية، الإقتصادية الثقافية، والإجتماعية وهذا ما يجعل الإستقلال عملية مستمرة وليست حدثاً ينتهي بمجرد رفع العلم وذهاب المستعمر.
بعد الإستقلال السياسى واجه السودان العديد من التحديات التى أثرت على إستقراره ومن أبرز هذه التحديات غياب الإستقرار السياسي نتيجة الإنقلابات العسكريه،
بالإضافه للتنوع العرقى والثقافى والدينى الذى كان يمكن أن يكون مصدر قوه لكنه تحول لمصدر صراع وحروب أهليه إستمرت عقود بسبب التهميش والإقصاء لبعض المناطق والمجموعات خاصه جنوب السودان قبل انفصاله عام ٢٠١١ وقد زادت التدخلات الخارجيه من حدة هذا الصراع.
ومن ضمن هذه التحديات إعتماد الإقتصاد على الموارد الأوليه بالرغم من الإمكانيات الكبيره التى يتمتع بها السودان والتنميه الغير متوازيه التى تركزت في العاصمه وبعض المناطق الحضريه على حساب المناطق الريفيه والنائيه
كما أن الفساد وسوء الإداره وإستغلال الموارد لصالح فئات أو جماعات محددة أدى إلى ضعف الثقة في المؤسسات وتعطيل عجلة التنمية.
هذه التحديات جعلت السودان يعاني من أزمات معقدة تحتاج إلى حلول سياسية واقتصادية شامله لبناء دوله قويه ومستقله.
وكما ذكرنا فإن كلمة إستقلال بمعناها الأشمل فهى تعنى!!
إستقلال إقتصادي الذى لا يعتمد على المساعدات الخارجيه وهو قدرة الدولة على بناء إقتصاد قوي ومستقل قادر على إستغلال مواردها الطبيعيه الهائله والمتنوعه مثل الذهب، المعادن، النفط, الزراعة والثروة الحيوانية، وغيرها من الموارد، إستغلالها لصالح الشعب السودانى ككل وليس لصالح جماعه أو فئه معينه هذا النوع من الإستقلال يضمن للدولة حرية إتخاذ قراراتها الإقتصادية بما يخدم مصالح الشعب.
كذلك لا ننسى الإستقلال السياسي ؛
والذى يعنى نظام حكم يمثل إرادة الشعب دون تدخل خارجى وبالتالى يحقق الإستقرار الداخلي في ظل التنوع العرقي والديني والثقافي.
مرورا بإستقلال الإجتماعي،
وهو قدرة المجتمع على معالجة قضايا الفقر وتحقيق العداله إلإجتماعيه بعيداً عن التدخلات المفروضة من قوى خارجية.
هناك ايضا الإستقلال الثقافى وكذلك الفكرى:
وهو الحفاظ على الهوية السودانية الثقافيه المتنوعه وقيم المجتمع والحفاظ على التقاليد التاريخيه من التأثيرات الخارجيه التى قد تضعف هذه الهويه.
أما إستقلال السلطه القضائية ،
بوضع وتنفيذ القوانين بناءً على إحتياجات الشعب وأهداف الدولة، دون ضغوط خارجية. ويتمثل في قدرة الدولة على إتخاذ قراراتها السياسية والعسكرية بحرية، دون الخضوع لإملاءات خارجية.
بعد ان يتم ما ذكرناه سابقا نجد أن الإستقلال في إتخاذ القرارات السياديه:
دون التدخل من دول أخرى.
يترتب عليه وجود استقلال العسكري ؛
و يتمثل في تفكيك الميليشيات وإلحاقها بجيش سودانى وطني موحد قوي وضمان أن تكون القوات المسلحه السودانيه مؤسسة وطنية موحدة تعمل لصالح الشعب والدولة فقط !! وليست أداة لخدمة حزب سياسي أو جماعة معينة، أو أفراد ذوي نفوذ ومكرسه جهدها لحماية البلاد وحدودها، بعيداً عن التدخل في السياسة أو التحزبات.
ليكسب الدولة الحقيقية اكتسابها إستقلالا علمى والتكنولوجيا:
وهو أحد أوجه الاستقلال للدولة الحديثة، بمعنى أن تطور الدوله قدراتها العلميه والتكنولوجيه لتستطيع مواكبة العالم والإستفادة من مواردها بأفضل الطرق.
من هنا، يمكن القول إن التحرر من الإستعمار كان بداية الطريق، لكن المعنى الحقيقي للإستقلال هي أن تكون الدولة قادرة على تحقيق الوحده الوطنيه والتنميه المستدامه لشعبها، مع الحفاظ على سيادتها على أرضها وقراراتها.