Uncategorizedمقالات
حتى لا ننسى
حتى لا … ننسى
د.منى الفاضل
الإستقلال الحقيقي..
عندما يُطالب الشعب بإستقلال دولته ويدحر مستعمر يهين ويمتلك كل ما نملُكه وبإذلال !! حينها يقوم الشعب بكل تحدى لإبعاد ذلك المُستعمر عن ارضه حتى ولو بالقتال وهذا هو القتال والمعركة الحقيقية التى يجب أن يلتف حولها شعبا ودولة بجيشها !! مهما كانت خلافاتهم وتناحرهم وقد حدث ذلك فى الثورة المهدية التى كانت تُدافع عن الأرض والعٍرض حقا لتحرير الوطن ولكن لم يتكاتف أبناء الوطن الواحد بل تحالف بعض منهم مع المستعمر الذى خرج نعم ولكن إسميا فقد ظلت يد الإستعمار ومازالت بشكلها المشين وللأسف المُعيب للبعض الذين مكنوا تابعي المستعمر من السيطرة عليهم وعلى عقولهم وبعض الذين يشعرُون بالدونية فسلموا رقابهم وظل السودان يرفع راية الإستقلال ويحتفل به سنويا ولكن هل حقا السودان إستقل إستقلالا حقيقيا كما ندعِ ونحتفل مثل سائر الدول المجاورة والمتاخمة لنا فى المنطقة التى غزوها المستعمرين بحجة أنهم يعلمون مصلحتنا أكثر منًا ولكن هى حيلة ليصلون الى خيراتنا ونكون تحت أمرهم وها ما قد رسموه مستمر الى الآن بجهلنا ..
لنعتبر ان ما صار علينا هو قدر مكتوب على أن تستمر بلادنا فى نكبات متتالية ولكن إن اردنا أن تصير بلادنا كما نود حقيقا والتى سوف نسعى اليها من هذه اللحظة والى الأمام فى كل شئ ودون توقف حتى نبلغ الثريا خطوة بخطوة فالدول ينوها بنوها بكل عزم وبيد واحدة ولكن هذا العزم يتطلب يد واحدة تتماسك حتى نبلغ ما نسعى له بوطنية خالصة تكيد كل معتدِ وكل خائن .
الإستقلال كلمة ليست بالسهلة وما يثبته هو ما يترتب فعله بعد أن يتم الإستقلال ، الشئ الطبيعى هو تطور الدولة فى كل مجالاتها وتنميتها تنمية مؤسسية حقيقية يتم عبرها تقييم ما نملُك وتقييم انفسنا وتقييم قانون الدولة ودستورها لنا ،هو الكسب الحقيقي وهو ما يستحق أن نسميه إستقلال بعينه !! تتطور فيه الدولة والإنسان معا وجميع البشر فيه ليس مجموعة دون أخرى او تعالى مجموعة على الأخرى فهذه رواسب الإستعمار او ورثته الا وهى سياسة فرق لتسد وقد ورثناها دون شكل وأكبر دليل هو حروبنا القبلية وبحجة السحنة والعنصرية هى دليل قاطع أننا لم نستقل بعد!! ما يجب علينا فعله حقا أن نُطالب بإستقلال انفسنا اولا من ما نحن عليه من إستعمار فكرى مُذل ورثنا التعالى والطغيان وابعدنا عن إنسانيتنا التى يجب أن لا تنتهى مهما صار علينا ولكنه حدث!! إ اردنا أن نستقل حقا ونسمو علينا إقتلاعنا مما نحن عليه من بئر ومستنقع السوء الذى توارثناه جيلا بعد جيل وأن نوعى لأنفسنا وحياتنا حتى نجد ما نتمنى لحياة زاخرة مليئة بالإحترام والتقدير لبعضنا اولا ثم إحترام بلادنا ووطنيتنا بعد ذلك نكون قد وصلنا الى الإستقلال الحقيقي الذى نقول وقتها قد نلنا إستقلالنا ونُغنى ونفرح بحق !! ذلك يعنى أن نُحققه بصدق ونية خالصة وأن لا نعود للسخرية مما سعوا لنيله من قبل فقد سعوا لخير وبنية خالصة ولكن أعداء الوطن والخونة فيه هو ما جعله إستقلالا إسميا ومن يرى أنه فعلا كان إسميا عليه أن يشد عزمه ليكون حقيقة .
ودمتم …