Uncategorizedمقالات
ما تشيل هم
حكاوى طفشانه
قالت طفشانه..
فى مارس الماضى ذهبت زياره للأهل فى مصر كنت متوجسه قليلا من هذه الزياره ؛ نتيجة محن (الشوشر ميديا) وأخبارها المضروبه لكن يعام الله منذ ان خرجت من الطائرة إلى أن عدت لم يصادفنى غير الكلام الحلو والمعامله الطيبة من أبناء النيل. وبالرغم من حالتنا السودانية الما بتسر عدو ولا صليح! لكن لمة الأهل والحبان بتخفف الهم والغم الأصابنا نتيجة الحرب اللعينه.
دخل علينا رمضان وأنا فى مصر وفى يوم من هذه الأيام المباركة قلنا نمشى نفطر مع بنات أختى وبعد ما إتحرك الأوبر بشوية أسمع أختى تقول للسائق: (ده ما الطريق القاعدين نجى بيه كل مره).
وبما إننى (كيشه )ولا اعلم الدروب فقد لعب الفار فى عبى وبدأ قلبى يدق مثل المدق خاصة وإن اللافتات على طول الطريق كلها مكتوب عليها “إلى السويس” (سجم خشمى إلى السويس) !!!ودارت نظرية المؤامره فى راسى خاصه وإنو الأيام تلك كانت هناك قصص مثيرة مثل( البت النطت من الأوبر وبعدين ماتت كانت مِسَّخِنه لكن طبعاً بالنسبه لينا نحن الموضوع فيه مآرب أخرى) وإعادة تدوير فهذا الأوبر يحمل على ظهره ثروه قومية من الإسبيرات البشريه ثلاثة اجواز كِلية ..وتلاتة قلوب وثلاثة أكِباد……إلخ يعنى ذلك نحن عباره عن عشرات القطع من (الكمونيه ذلك غير كمية الأطراف وباقى الأعضاء.
الشعور بالخطر يجعل التفكير الإبداعى يشتغل ، فقلت فى نفسي أفضل أتحدث بصوت عالى واسمع سائق الأوبر عسى ولعل أن يكتب لنا نجاة من هذه المذبحة!! فقلت مخاطبة أختى : أنا بعد عملت عملية نقل الكِلية اصبحت لا اتحمل الجلوس الطويل فوقع عليها كلامى كالصاعقة وردت مصدومه: إنتى!!!! (نقلوا كِلوَه ومنى أنا دى متين ده؟؟؟؟) فنبهتها بشكل خفى كى لا تفضحنى مع السواق وكى تفكر ما فكرت فيه لما سيحل علينا من كارثة !!
وما زلت( مشغلة قرنا الإستشعار) بالخطر فى كيفية النجاة من هذه المجزره فجأة رأيت صاحب الأوبر وقف فى طلمبة البنزين وعليه تأكدت بإننا بعد شوية حنكون فى خبر كان ؛ هذا يعنى أن هذا السائق يريد تعبئة السيارة بنزين ثم يستمر فى مشوارا طويلا الى الجزار !!
فتأكدت إن حياتنا أصبحت فى كف عفريت ولا بد من سرعة التصرف فضربت لبت أختى عسى ولعل تستشعر ما نحن فيه من كارثه فأخبرتها إننا فى أوبر ما….وحالياً واقف فى طلمبة ما… وإن شاءالله حنصلكم بعد دقيقتين وبديت أَسَّمِع ليها فى اللافتات المكتوبه اللى هى أكيد بتكون مكتوبة فى أى طرمبة بنزين قلت عشان بعدين ما يسجلوا الجريمة ضد مجهول ويضيع دمنا هدر ساكت على الأقل البوليس يلقى خيط يوصلوا للمجرم الحقيقى أو كمان بت أختى تفهمها طايره وتتنبه إذا لم نصل بعد دقيقتين تبلغ عننا كمفقودين.
وبما إن الأدرينالين وصل السقف فقلت أفضل ألجأ لتكتيك آخر يجعل سائق الأوبر يقننع من قطع الغيار (العشمان فيها دى) ويعرف إنها كلها غير صالحة ولا تصلح إطلاقاً لإعادة التدوير يا جماعة، الروح حلوة ويجب المحافظة عليها بأي ثمن و بصوت عالى وبإسلوب إياك أعنى وأسمعى يا جاره عاملة (روحى بتونس مع أخواتى) قلت: أنا لمن كنت في دبى زى ما إنتوا عارفين كنت راقده فى العناية المركزه وطبعاً حياتى كانت فى كف عفريت عشان كده قلت بعد ما أمر الله يبقى أحسن أتبرع بإسبيراتى قصدى أعضائى صدقة جاريه وعملاً للأجر لكن الاطباء أحبطونى بعد ما إكتشفوا إنوا كل قطع غيارى تالفة ولا تصلح كإسپير أدمى.
شعرت براحه نفسية لما السائق قال لي “يعنى حضرتك ذكاء إصطناعى” وقلت أخيرا إنتبه لحديثنا وعرف إننا لا نصلح لإعادة تدوير فرديت عليه: أيوه أنا وأخواتى كلنا ذكاء إصطناعى لكن إنت كيف عرفت إننا ذكاء إصطناعى؟ فأجابنى بسخرية معجونه بخفة دم المصريين “هو مش حميدتى ذكاء إصطناعى يبدو المسأله اصبحت عادية عند أخوانا السودانيين كتير من اللى بيموتوا بيرجعوا ذكاء إصطناعى لكن ما تخافيش أهو وصلتوا مدينتى وادخلوها بسلام آمنين” واضح إنوا كان فاهمنى وفعلاً أخيراً شاهدت لافتة مدينتى الما بتغبانى.
ومع الفرحة بسلامة الوصول لكننى شعرت بحرج و سوء الظن وتخوين إنسان تعامل معنا بمنتهى الإحترام والزوق. التخوين الذى أصبح يلازمنا كسودانيين فنكبنا بلدنا بما صنعت إيدينا.
ReplyForward
|