Uncategorizedمقالات

شئ من الانس والادب

شئ من الأنس والادب والفن …

فيصل الزين…
أبو عركي الوطن..(1- 3)
ذلكم العملاق الفخم الفخيم ..
لا نملك له إلا كل ود و تقدير..
قابضا علي قضايا و هموم وطنه لا يتزحزح و لا يجامل طيلة خمسون عاما ..
لأول وهلة تقابله..تحسبه جافا لما تري عليه من عبوس..و تقطيب جبين..ترك أثره التركيز في عمله..، لكن ما أن تبدأ الحديث معه..حتي يتنحي جانبا كل ما جال بخاطرك و تكتشف مدي تسرعك في الحكم على جليسك..!
كذاك كان لقائي معه لأول مرة في منزل ساحر الجيتار المبدع شاكر عبد الرحيم و الذي قدمني إليه(كمشروع)عضو جديد محتمل بفرقته ..و قد كان..
تلك كانت ضربة البداية..و امتدت لسنوات عديدة مديدة رافقنا خلالها أبو المرتجي في الحل و الترحال…وفى بعض أحيان عندما تكون لديه مناسبة خاصة …كنا نسعد برفقة طيبة الذكر حلوة المعشر المرحومة الدكتورة عفاف الصادق..رفيقة دربه..و أنيسة وحشته و ملهمة قوافيه ، أنزل الله عليها شآبيب رحمته و مغفرته و عفوه و رضوانه..و أسكنها فردوس جناته.
و في رحلتنا تلك..عبر السنين و الأزمان..علمنا عركي معني الانضباط و الجدية و إحترام العمل..فكان نعم الاخ الأكبر المربي الحريص علينا و نعم المعلم ..و من المفارقات المدهشة وهو فنان في القمة..إنه كان يحرص علي إيصال بعضنا من أعضاء فرقته الي بيوتنا حتي يطمئن أنك وصلت سالما إلي منزلك و ليس فقط أمام المنزل ..! لله درك من إنسان..! و ما شهدنا إلا بما علمنا..
وحاة دمي النزف يوم دااااااك و بل الطين..
بقيف و اركز..
و لا بتهز بالكلمااااات..
و لا السكين..
بقيف و أركز..
عشان بلدى..
و عشان الخير يفيض و يدى..
بعيش مارد أريد أرضي..
بعيش فوقا و بموت فوقا و محال أرهن تراب بلدى..
كان عركي يبدأ عزة في هواك..بهذه الأبيات القوية الحماسية..و هي تجسد إحساسه القوى تجاه الوطن..و تراب الوطن..
بعدها مباشرة ينداح بصوته نازلا تجاه بداية سلم رى ميجر الكبير لبداية عزة الخليل..في أداء رائع أقل ما يوصف به إنه يسوقك إلي علالي أخر و لا يتركك حتي تتأوه معه في آه آه أنا آه آه و رويدا رويدا يأخذك راجعا إلي دنياك الحقيقة..
أما أنا أم درماااااااان أنا السودان..أنا الدرة البزين بلدى..أنا البهديك سلام و أمان ..أنا البفداك يا ولدى..أنا أم درمااااااان …
فكان عركي يؤديها و يعيش معها في دنياواته العالية لا ينزل إلي دنيانا إلا بعد انتهائها. اذ كانت أم درمان و لا زالت عشقه الذى لايداني.. كم رائع أنت أيها العركي..!
و من صفاته المحببة الجميلة..إنه كان مجاملا لأقصى حد..و لم تكن الماديات يوما مبلغ إهتمامه..!
كان يحب الفكاهة..و يتبادل دائما اخر طرفة مع شاكر..و روى لنا مرة بنفسه إنه كان خارج الصيوان ينتظر بدء الفرقة الموسيقية للفاصل..و تم تقديمه عبر مقدم الحفل..فقال أحد الإخوة من المبسوطين ..دون أن يدرى إن أبو عركي خلفه: هو أبو عركي و لا أبو جلمبو ده ما يجي يغني..!عندها انفجر عركي ضاحكا…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى