Uncategorizedمقالات

امانجي

كل الشعوب تتغنى بجمال المرأة وحنانها ورقتها، لكن في السودان نتغني بجمالها ورقتها بجانب قوتها وقيادتها وريادتها.

 فطالما كانت المرأة القوية هي التي تدوم ذكراها، وتظل قصتها حية تنتقل من جيل لآخر كتميمة مقدسة، وأسطورة لا تفنى.
في العصور القديمة ما قبل الميلاد، قادت الكنداكات ممالك النوبة الممتدة، وتفوقن على الملوك في الحروب واخضاع الممالك الأخرى، حتى تلك التي استعصت على الملوك العظام.اشتهرت منهن الملكة أماني ريناس أو كما تعرَف بأمانجي، تلك الكنداكة التي قادت جيوش النوبة وهاجمت حامية الرومان.
التي كانت قد توغلت في حدود المملكة النوبية بأسوان، ودحرت الجيش الروماني عن أرضها وغنمت تماثيل الامبراطور اغسطس، ودفنتها تحت درجات عرشها لتطأها كل ما اعتلته.
ولم تكن أمانجي إلا امتداد لمن كن قبلها كما ستصبح لمن بعدها.
فالمرأة السودانية تحمل الجينات التي بها من القوة والصلابة والعزيمة ما بها ايضا من الجمال والنعومة والرقة والحنان.
من منا لم يسمع بمهيرة بت عبود! التي حرضت رجال قبيلتها ضد جيش الأتراك بشعر مرتجل قائلة:
 جنياتنا الأسود الليلة تتنتر
ويا الباشا الغشيم قول لى جدادك كر!
وحين رأت تراجع بعض رجال قبيلتها قالت:
الليلة كان خفتوا يا رفاقتنا
ادونا السيوف هاكم رحاطتنا!
فاقبلوا واستبسلوا جميعا.
و فاقتها من قبلها في القوة،
  الأميرة مندي بت عجبنا،ابنة السلطان عجبنا الذي تمرد على الأنجليز،
  فجمع له الأنجليز جيشاُ حاصر قواته،
ورغم استبسالهم ساءت حالهم، فسمعت مندي بحصار والدها
 فركبت حصانها وطفلها على ظهرها، وأسرعت لنجدة والدها وخاضت معركة قاسية خلدت بطولتها وصمودها في صفحات التاريخ رغم خسارتها الفادحة.
ولم تكن كنداكات الثورة بأقل منهن، فهن اللاتي تقدمن صفوف الثورة الأمامية يحملن مشاعل النصر ويهتفن بشعارات الحرية والسلام والعدالة.
 وقدمن أميرة الثورة الجميلة المناضلة والعنيدة ست النفور ورفيقاتها مهرًا ممهوراً بالدم والدموع والثبات.
 أما في هذه الحرب التي أشعلتها قوى الظلام التي أدمنت امتهان حق المرأة في الحياة والحرية،
فهي رغم الموت والقتل والجوع والنزوح لا زالت صامدة في وجه تسلط العسكر.
وتفنى في سبيل استعادة وطن شامخ يرضي تطلعاتها ويوفر حياة آمنة ومستقرة لأطفالها،
تحارب بيديها العاريتين وقلبها المفعم بالأمل وتحيا حياة الحرب والنزوح والموت والتشريد بكل قوة وصلابة وأمل في وطن شامخ عاتي الخزي والعار لمن أوقد نار هذه الحرب لتقتات على الفضيلة والحياة .
إكرام بركية
#لا_للحرب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى