مقالات

ببغاويتنا الى متى !!!?

حتى لا …ننسى
منى الفاضل

تلك مراحل طفولتنا الجميلة فيها مرحلة الببغاوية او القردية كما يسمونها قبيلة علم النفس ، وهى مرحلة من مراحل التقليد لمن حولك وتحديدا الاكبر منك سنا اسوة بهم فى كل شئ ! ولكن هى حكمة ربانية نتعود عبرها أن نتقن ما نتعلمه ونتعود على تمييزه ومنه نكون اضفنا لمعلوماتنا وخبرتنا التراكمية فى الحياة لنسير فى خطى من سبقونا ولكن بعد وضع بصماتنا ، لكن ان استمرت هذه الفترة من العمر يصبح الامر خطيرا جدا فذلك له معانى كثيرة اهمها هو استلاب شخصية اخرى لنا ونصبح على نهجها وخطاها فى السمح والشين ..

الملاحظ علينا كشعب سوداني أن الاغلبية من بيننا لم يتخطى هذه المرحلة !! البعض دون فهم لما يفعله، وآخرين يتعمدون مسح شخصياتهم ويعتمدون على انصهارهم فى شخصيات اخرى مرة محبة في من نقلد، واحيانا اعجاب قوى بالشخصية وتبنى كل مواقفها السئ والحسن منها وعند آخرين عدم تشغيل المخ والاعتماد على الجاهز المتاح حتى إن كان كذبا ونعلمه ..

لكن مع كل هذه المحاكاة هناك أخطر انواعها وهى الافكار .. لأنها تجعلك مسلوب الارادة ولا تعلم اين الخطأ من الصواب; وهى معضلة حقيقية ، تجد نفسك ظالما لغيرك وفى التو واللحظة دون تفكير إن كان ما تتبناه مضرا وانت مغيب ببغبغاويتك المخجلة..
مواقف الحرب التى يمر بها وطننا الغالى هذه الفترة هى من اسوأ المصائب الإنسانية التى مرت على بلادنا وعلى العالم من حولنا ،، لذلك مسألة تعطيل التفكير والمخ والاعتماد على تبنى آراء الغير دون هدى !! سيجعلك تتحمل ذنوب غيرك وتؤثم عليها إن لم نخلع عباءة التبعية للاشخاص الذين عودناهم على أن يسلبونه ارادتنا بكل رضا … ولا نتتخذ اى إجراء تعود فقط !? ولكن هل من نتبعهم هؤلاء يسيرون فى الدرب المنصف ومصلح للجميع او لنقل الاغلبية !! لكنه لا يعلم ماذا يفعل ..

توطين النفس هو من اكثر الاشياء المريحة للضمير ،،لأنها تعنى أن تختار ما تريد دون تأثير من شخص غيرك ، ويعنى انك قادر على اتخاذ القرار من قناعة وتفكير ومسؤولية كاملة ، تجعلك تخاف بحق من أن تكون صغيرا فى نظر غيرك وحقيرا لدى نفسك ،، فالاخلاق لا تشترى ،والكرامة والحرص عليها لا تقل عنها مثقال ذرة ..
لنوطن أنفسنا بإختيارنا للوطن ومصلحته والبعد التام عن اى فصيلة متنازعة !! فالتاريخ لن يرحمهم فالجهتين اقترفا ذنيا لا غفران فيه ،، ولكن الوطن والشعب وحدهما الضحية لمكايدات غذرة لا تمثل مثقال ذرة من ما نحتاجه نحن ويحتاجه الوطن ..لكن بتشجيعنا لهم وكأنها لعبة كرة قدم سيفقدون ارواحهم ونفقد لمة وطننا الحبيب.. ولابد لنا ان نتابع سيرة وتاريخ هؤلاء سيئا او طيبا إن وجد ومواقفهم القديمة!!! حتى نستطيع الحكم على ما يحدث بكل صدق وضمير حي..
نستطيع إزاحة الظلم عن انفسنا والجميع ..ونحكم صوت الضمير الانساني بأن نرفض ونشجب هذه الحرب بملء الصوت وأن يعلمون تماما هذا الوطن لا يعنيهم وحدهم ففيه حياتنا ولنا الحق أن نقول ..
#لا للحرب نعم للسلام والامن والاستقرار..
ودمتم ببال مرتاح ووطن آمن ..

manoiaalfadil18@gmail.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى